الأربعاء، 15 أبريل 2009

لدم الشهداء تبقى الكلمة


في عرف التجار حينما يتفاوضون على سعر السلعة يقولون إن الجنيه له كلمة (أي ساعة الدفع يتحدد السعر الحقيقي).

- فإن ما حدث في غزة منذ ايام من محرقةٍ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وما يحدث فى فلسطين كل يوم من هدمٍ للبيوت على رءوس قاطنيها من الرجال والنساء والأطفال- من قتل للأطفال أكثر من 40% من الشهداء من الأطفال، من قتل للنساء- من هدمٍ لبيوت الله الذي يذكر فيها اسمه (حوالي عشرين مسجدًا حتى الآن)، من استهدافٍ للمدارس مثل مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة، من استهداف الجامعات مثل استهداف الجامعة الإسلامية بغزة أكثر من مرة، من استخدام للأسلحة المحرمة مثل قنابل الفسفور وتصريح أطباء نرويجيين بغزة عن اكتشاف آثار يورانيوم منضب في الأماكن التي استهدفها القصف الصهيوني بغزة.

- على ساحة هذه المحرقة هناك كلمات ومواقف:-
* الصهاينة يتحدثون محاولين تبرير ما يفعلونه من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني.
* المتواطئون والمتآمرون لهم كلمة من محاولة تحميل المقاومة ما يحدث في غزة.
* الأمريكان ومعظم الأنظمة الأوروبية تحمل المقاومة مسئولية ما يحدث وأن للصهاينة الحق في الدفاع عن أنفسهم.

* وسائل الإعلام لها كلمة متباينة.. الصادق والحيادي والمتحامل على المقاومة.
* الشعوب لها كلمة في البلاد الإسلامية والعربية من فقد الثقة في أنظمتهم الرسمية بل وصل بالبعض بتكبير أربع تكبيرات على هذه الأنظمة.
وبدأت الشعوب والأحرار في كل أنحاء العالم في الانتفاض لرفض هذا الطغيان ودعم الشعب الفلسطيني.

- في ظل هذه المحرقة وهذه الكلمات قد نُصاب باليأس والإحباط ولكني أقول: أيها الشعوب... بقيت كلمة.. هي الكلمة الفاصلة والناجحة في تاريخ تحرير الشعوب والأمم، بقيت أصدق الكلمات التي تنهار وتتحطم على صخرتها كل كلمة، إنها كلمة "الدم".. دم الألف شهيد حتى الآن لن يذهب سدى.. لن ننظر تحت أقدامنا ولكننا ننظر بنور الله. ننظر إلى المستقبل.. ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾ (آل عمران)، هم أحياء عند ربهم ولكنهم بدمائهم يحيون الأمة:-
- حكى لي أحد الأصدقاء أن ابنه الذي كان يتعاطى المخدرات لما رأى هذه المشاهد انتابته حالةٌ من البكاء وذهب إلى لجنة الإغاثة مشاركًا بالعطاء بألف جنيه ثم بدأ يشارك في الفعاليات الداعمة لإخوانه في فلسطين وتغيَّر حاله ومثله الكثير من الشباب أحياهم الله بكلمة الدم ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ﴾ (الأنعام: من الآية 122).

- كلمة الدم هي التي فضحت المتخاذلين والمتآمرين والمتواطئين من الساسة ووسائل الإعلام وأصبحت حقيقتهم جلية واضحة أمام الشعوب.

- كلمة الدم هي التي فضحت هذه المؤسسات الدولية؛ مجلس الأمن وغيره وأنها دُميةً في يد الصهاينة والأمريكان.

- كلمة الدم هي التي فضحت قيم الغرب المدعاة عن الإنسانية- الحرية- الديمقراطية وغيرها.

(وأنا أخط هذه الكلمات أقرأ في الفضائيات أن الدول الأوروبية المشاركة في مجلس حقوق الإنسان ترفض تشكيل لجنة تحقيق لما يحدث في غزة.. رفض لمجرد التحقيق الذي هو أول خطوات تحقيق العدالة!!!).

- كلمة دم الشهداء هي التي كشفت الغيوم عن عيون الناس فتبينت لهم الحقيقة فحركت النساء والأطفال والمنظمات المتضامنة والداعمة للحق الفلسطيني والفاضحة لطغيان وكذب الصهاينة.

- كلمة الدم لها أثرها اليوم ولكن لها أثرها في المستقبل أيضًا وعودوا إلى إحصائيات عدد الذين أسلموا من شباب الغرب ومفكريه بعد الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾ (البقرة: من الآية 216).

- تسقط كل الكلمات وتبقى كلمة واحدة هي كلمة الدماء والشهداء.
- ستظل هذه الكلمة تقرع الآذان والقلوب في الشرق والغرب فتبين لهم الحقيقة.. حقيقة الصهاينة، حقيقة الحق العربي والإسلامي في فلسطين، ولن تزول هذه الصورة من قلوبنا وآذاننا إلا بزوال الكيان الصهيوني.

- كما تُبيِّن لهم حقيقة الإسلام، فيدخل الشباب والمفكرون في دين الله أفواجًا، وصدق الشهيد سيد قطب حينما قال: "إن كلماتنا تظل كعرائس من الشموع حتى إذا استشهدنا في سبيلها دبت فيها الحياة".

فإياكم من اليأس والإحباط فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وأبشروا أيها المجاهدون على أرض فلسطين، فدماء جرحاكم وشهدائكم لن تذهب سدى، ووالله إن النصر لكم والمستقبل لكم وللمجاهدين في كل أنحاء الدنيا والخزي والعار للمتآمرين والمتواطئين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

"لا تحسبن الذين قتلو فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون"

 
الشهيد. Design by Pocket